شخصيتنا اليوم تروي قصّة رجل أعمال لبناني، عمل في مجالات عدّة إلى أن "إكتشف" شغفه..

فهو على عكس الكثير من اللبنانيين لم يرث مهنته عن والده .. بل إختارها بنفسه بعد أن جازف وجرّب كل الخيارات المتاحة.

يؤمن أن الإنسان لا يصل إلى مبتغاه إلا تدريجياً كما تدرّج هو على طبقات السُلّم الوظيفي إلى أن وصل إلى ما هو عليه اليوم.

لذا فلنتعرف سوياً إلى المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "At Home in Beirut" للوساطة العقارية.. ​زاهر بستاني​.. الذي خصّ "الإقتصاد" بمقابلة خاصة شاركنا فيها أبرز محطات حياته المهنية. 

- من أين كانت البداية؟

تخصصت في مجال إدارة الفنادق، وعملت في فندق "فينيسيا" من العام 2001 وحتى العام 2008.

وفي الفندق تدرجّت على السلّم الوظيفي، إذ بدأت في قسم الـ"House Keeping" ومن بعدها عملت في القسم المالي، ومنها انتقلت إلى قسم المبيعات والتسويق لأني كنت أرغب في التواصل المباشر مع الزبائن، وكنت أدير الحسابات مع الزبائن في كل من قطر، الكويت، سوريا، الأردن ولبنان. وفي لبنان كنت أهتم بالتعاون المشترك بين الفندق والشركات والمصارف.

خلال هذه المحطة كوّنت جسوراً متينة من العلاقات العامة في لبنان والخارج.

ومن  بعدها سنحت لي الفرصة لأنتقل إلى جنيف مع "InterContinental Hotel" إما إلى قطر وإما إلى دبي، إلا أن فكرة الإنتقال الكُلي من لبنان لم ترق لي. لذا قررت أن أبقى في لبنان وأن أُغيّر مجال عملي.

وفي المرحلة نفسها طرح علي صديق لي أن أعمل معه في القطاع المصرفي في لبنان، وعرض علي أن يزودني بعام كامل من الخبرة ومن بعدها أعمل كـ"Private Banker".

أُعجبت بالفكرة، خاصة أنني كنت أتطلع إلى هذه النقلة بعد ثمانية أعوام من الوظيفة الثابتة في الفندق.

وعندها عملت في القطاع المصرفي مع "Societe Generale" ضمن شركة تابعة له تحمل اسم "Fidus"، وكانت مهمتي أن أكون مسؤول عن العلاقات بين  المستثمرين والمصرف.

وبعد 3 أعوام  عملت في شر كة "Prime Gate" السويسرية  والتي تندرج أيضاً ضمن القطاع المصرفي، وكانت هدفي  تحقيق مستوى جديد من خدمة الزبائن.

وفي العام 2010  أسست شركة "At Home in Beirut" للوساطة العقارية، ولكني إنتقلت شكل حصري للمجال العقاري في العام  2011.

- برأيك ما هي أبرز متطلبات العمل في مجال الوساطة العقارية، خاصة أن خلفيتك المهنية السابقة كانت بعيدة عنه؟

من حسن الحظ أن مجال عملنا لا يتطلب رأس مال ضخم لكي يُباشر الشخص في عمله، لذا كان الإعتماد الأساسي على قاعدة العلاقات العامة التي كنت قد أسستها منذ بداية حياتي المهنية.

-  ما هي أبرز العراقيل التي واجهت مسيرتك المهنية؟

لا شك ان الوضع السياسي المتقلّب في لبنان شكّل لنا بعض العراقيل.

ومن بعض الأحداث التي واجهناها على صعيد المثال هي مشكلة تراكم النفايات في طرقات بيروت، التي بالطبع لم تشجع أصحاب رؤوس الأموال على الإستمثار، ما أدى إلى ركود في المشاريع من أصغرها إلى أكبرها.

ولكن من بعد انتخاب رئيس للجمهورية، بدأنا نشعر أن السوق أصبح مفعماً بروحٍ إنتاجية.

فمجال عملنا لا يحتاج إلى الكثير، كل ما نطمح إليه هو إستقرار أمني وسياسي، خاصة أننا نعتمد على المغتربين اللبنانيين الذين يتطلعون لشراء عقارات لهم في بلدهم الأم.

-هل تعتبر أن العمل في عدة مجالات هو نعمة أم نقمة؟ ولماذا؟

برأيي هنالك مسارين للنجاح، الأسلوب الأول هو عندما يحظى الإنسان بمنحى تصاعدي مباشر أما الثاني هو عندما يخوض الشخص مسارات مهنية عدّة إلى أن يكتشف المجال الذي يحبه، لا شكّ أن المنحى الأخير يتطلب شجاعة وروحاً من المجازفة تسمح له بتغيير مجال عمله.

أعتبر أن روح المجازفة تشكل عنصراً مهماً في الحياة المهنية، ولكن على الفرد أن يدرس خياراته بشكل دقيق.

- ما هي مشاريعكم المستقبلية؟

نخطط في "At Home in Beirut" لمشاريع توسعية تتمثل بزيادة جرعة نشاطنا المهني بهدف التوسّع إلى أوروبا، ونحاول أن نبحث عن فرص استثمارية لزبائننا (الأفراد والشركات) خارج لبنان، بغية توسيع قُطر خياراتهم.

ونحن نرى أن بإمكان الزبائن اليوم أن يستفيدوا من عامل تراجع اليورو، وأسعار العقارات المقبولة في أوروبا خاصة بوجود تسهيلات عدة للمستثمرين. فقد عرض علينا من قبرص، برشلونة وباريس عروضاً تُشجع اللبنانيين على الإستثمار فيهم.

- من خلال خبرتك الخاصة ما هي النصيحة التي تعطيها للشباب في لبنان؟

في لبنان العديد من الفرص، ولكن على الشباب أن يتحلوا بالصبر والعزيمة، فلن تصل الفرص على أطباق من فضّة بين ليلة وضحاها.

كل نشاط قمت به منذ يومي الاول في الوظيفة حتى اليوم أراه يُترجم كخبرات متراكمة خلال عملي في القطاع المصرفي والعقاري، فهي معادلة ثابتة تنص على أن العمل الجادّ يوماً بعد يوم سيرسم لك مساراً مميزاً في حياتك المهنية ..فهي حلقة متكاملة.